أن تصبح أماً

أن تصبح أماً



 

أن تصبحأماً هو حلم يراود كل امرأة منذ

الطفولة.عندما  تبدأ اللعب بدميتها في صغرها وتعامله كما لو أنه ابنها تغسله ، تمشط شعره، تبدل ملابسه. تحاول إسكاته و كأنه يبكي حقا. فهي تترنم وتغني له التهويدات. غريزة الأمومة موجودة عند  كل امرأة بالفطرة . حتى لو أنها لم تنجب أوليس لها أطفال!

 يلتقطون طفلاً سقط ينفضون عنه الغبار. يعدلون ملابسه ويمسحون على وجنتيه  يكاد يكون من المستحيل أن تكون المرأة دون إحساس تجاه الأطفال.

أن تكوني أمًا هو تماما كأن تسأل فتاة : "ماذا ستصبحين عندما تكبرين؟" وكتلك الإجابة الخفية في أعماقها  قائلة بصمت: "سأكون أمًا وأربي أطفالي". هكذا هو حلم كل فتاة و هي تحتضن الدمية في يدها وتغمض عينيها وتتمناه أن يتحقق.

ويأتي ذلك و يتحقق هذا الحلم وتصبح أماً. وهي تحمل وزناً في رحمها لمدة تسعة أشهر، أي ما يقرب من ثلاثة أضعاف وزن طفلها. تلد بآلام وتفصل العظام عن مكانها ثم تعود كما كانت . تعانق طفلها على الفور كما لو أنها لم تشعر بهذا القدر من الألم من قبل. ويغمض عينيه كما كان في طفولته. وتقولمسرورة في نفسها : "هذه المرة أصبحت أماً حقيقية".

  وتمر اليالي بلا نوم، وآلام الغازات، والتهاب الحلمات من الرضاعة الطبيعية وأكثر من ذلك... والأصعب من ذلك هي تبزل جهدها في تربيته والاهتمام بأن يكون شخصًا جيدًا. اختيار المدرسة، اختيار المهنة، الصديق، الحبيب، الصديق الزوج. وغيرها الكثير... بغض النظر عن عمره، في كل مرة تعانقه فيها، ستشعر بنفس الشعور الذي شعرت به عندما كنت طفلاً. "إنه طفلي." .

 أن تكوني أمًا  شيء أكثر منرائع، أليس كذلك؟





إذا.. كيف تكون الأم في فلسطين؟

وهي ماتزال في فترة الحمل إلا أنها  سعيدةللتفكير

إلا أن مجرد تفكيرها  بمستقبل طفلها،وبالمدة التي ستعيشها معه.

قلقها حيال هذا يحول دون شعورها بآلام المخاض ولا الولادة

صوت القنابل يحجب بكاء طفلها.

عيونها المبتسمة تتسع فجأة من الخوف.

حيث انفجر الزجاج ممزقاصمت ضحكاته وهو يلعب في غرفة المعيشة .

بينما يفكر الجميع فيما سيصبح عليه طفلهم عندما يكبر، فإن اهتمام تلك الأم بإبقاء طفلها على قيد الحياة.

بل والأمر من هذا فهل ستتمكن أصلا من لمس جثمانه ؟وهل سيتمكنون من إنتشاله من تحت أنقاض المبنى المنهار؟

هل سيتعافى  ذلك الجسده الممزق؟

هل ستستطيع تلك الأم أن تحتضن طفلها للمرة الأخيرة وتغمض عينيها؟

نحيب في ذات الساحة ، نحيب في ذات الساحة ، ثم استسلام وفي ذات  الساحة.

كونك أمًا ليس ذاته أبدا في كل مكان.

كونك أمًا في فلسطين يمنحك مشاعر مختلفة تمامًا.

إن كونك أماً في فلسطين يتطلب قوة مختلفة تماماً.

إن كونك أماً في فلسطين يتطلب نوعاً مختلفاً تماماً من الشجاعة.

أن تكوني أمًا في فلسطين يتطلب نوعًا مختلفًا تمامًا من الخضوع.

أن تكون أماً في فلسطين يعني أن تعرف كيف تستسلم بدلاً من الرغبة.

أن تكوني أماً في فلسطين يعني أن تعرفي كيف تودعين طفلك.

ها هي الأم تودع طفلها في ديسمبر 2023 وفي خضم الحرب؛

«افرح يا رب!

مبارك لك يا رب!

ما دامت راضيا يا رب!

اغفر لي أيضا يا رب!

أنا آسف لأنك لم تمنحني الفرصة لأكون شهيداة مع أطفالي وأنا مازلت على قيد الحياة.

اللهم امنحني الشهادة لألتحق بأطفالي.

لا بأس يا طفلتي، أنت مع الرحمن.

أنت شهيدة في الجنة.. يا ولدي بجوار النبي وأصحابه.

سأصبر أيضاً يا عزيزتي.

صلوا على النبي وأبي بكر وأصحابه.

أن تكون أماً في فلسطين يعني أن تفرحي باستشهاد طفلك وتشعري  بالأسف لبقائك بعدهم على قيد الحياة.




 

علم تصميم الخبرات ..هو علم الحقيقة الذي يمد الناس بتلك  المعلومات التي يحتاجونها  على مدار حياتهم ويزودهم كذلك باستراتيجيات يحتاجونها  لتصميم مستقبلهم .وكل ذلك من خلال معلومات حقيقية يتم الحصول عليها من التجارب. ويقدم أساليب حقيقية حول كيفية حل مشاكلك.

 

"فن معرفة الإنسان","المهارة في العلاقات","سيكلوجية النجاح "

دورات متخصصة ليكون الناس أكثر نجاحا وسعادة

يحيى هامورجو


Yorumlar

  1. فكرت مرة أخرى فيما يعنيه أن تكوني أماً وأدركت الذي ان تكوني اما بحاج علماً .

    YanıtlaSil
  2. أن تكون أماً في فلسطين يعني أن تفرحي باستشهاد طفلك وتشعري بالأسف لبقائك بعدهم على قيد الحياة.

    YanıtlaSil
  3. الأمومة مهنة مقدسة.

    YanıtlaSil
  4. شكرًاشكرًا

    YanıtlaSil

Yorum Gönder

Düşünceleriniz bizim için çok kıymetli