طفلٌ يبكي…
وذقنه
ترتجف من شدّة البكاء.
لا أحد
حمله في حضنه وقال له: "يا صغيري"،
ولا أحد
مسح دموعه، هذا واضح.
الذي انتبه
له فقط،
هو من
صوّره بالكاميرا،
انتبه… ثم
نشره مثل باقي المقاطع.
أمّا نحن،
ففي بيوتنا الدافئة، والهواتف في أيدينا،
تظهر صورته
في الانستاغرام على شاشاتنا.
يداه ووجهه
مغطّيان بالسواد،
لكنّه…
كأنّه ملاك.
قصةُ
مكتوبة تحت الفيديو:
سقطت
القنابل في وسط بيتهم،
فضمّت
الأمُّ طفلها،
وجعل الأبُ
جسده درعًا له.
لكن الذين
أسرعوا للمساعدة
انتزعوه من
بين يدي أهله،
ومن بين
جسديهما المتجمّدين كالحجر.
هو الآن
يتيم الأب والأم معًا،
لكن… لا
تظنّه بلا أحد.
أنت موجود…
انظر.
لقد رأيتَ،
سمعتَ، وشهدتَ على هذا الظلم.
هل ستغلق
عينيك الان؟
ما الأمر؟
هل أصبح النظر صعبًا عليك؟
هل ستسدّ
أذنيك؟
ما الأمر؟
هل لم يعجبك ما سمعت؟
وهل ستصمت
إذن؟
وتستمر في
تقليب الصفحات، تتجوّل كما تشاء؟
ثم… هل
ستضحك على مقطعٍ طريف؟
بعد أن
رأيت وجه ذلك الطفل الملطّخ بالدم؟
وهل
ستستطيع أن تُقبّل خدَّ طفلك،
بعد أن
رأيت ما رأيت؟
فقط… لا
تتوقف!
لا تحاول
أن تنسى!
فكّر!
تكلّم!
انشر!
فقط… لا
تتوقف!
لا تفقد
إحساسك!
لكي لا
يصبح قلبك قاسيًا كالحجر،
ولكي لا
يخجل ولدك منك يومًا،
ويقول لك: "ألم تفعل شيئًا؟"
لا تتوقف…
حتى لا
يأتي الدور عليك،
Yorumlar
Yorum Gönder
Düşünceleriniz bizim için çok kıymetli